Thursday, October 15, 2015

لتكوني نسوية لا يكفي أن تكوني امرأة - حوار مع نوال السعداوي.


هذا حوار مع نوال السعداوي عملته مع جريدة El Pais Internacional بمدريد، حاورتها الصحفية Patricia R. BLANCO ونشر بتاريخ 27 سبتمبر 2015 على الموقع الرسمي للجريدة بالإسبانية.
هذه أول مرة أترجم من اللغة الإسبانية التي لا أتقنها لكن اعتمدت على ترجمة غوغل وعلى معرفتي باللغة الفرنسية والإيطالية باعتبارهن لغات نيو- لاتينية مثل الإسبانية أي لهما نفس الأصل اللغوي.
ترجمتي بهذه المقابلة لا يعني أنني أتفق مع جميع أفكار المفكرة نوال السعداوي التي أحترمها كثيراً لكنني فعلت هذا لكي أتدرب على الترجمة وأيضاً محبة للغة للإسبانية التي سأحاول تعلمها في المستقبل، ورغبة مني لأترجم مادة غير متاحة بالعربية.


نوال السعداوي (ولدت سنة 1931 في قرية كفر طحلة بمصر) رفضت أن يتم تصويرها مع لوغو المؤسسة التي قامت بدعوتها. عندما قام أحد حضور مؤثمر المساواة بين الجنسين في شمال افريقيا والشرق الأوسط بطلب صورة، اقترحت المفكرة المصرية نوال مع ابتسامة خلفية بديلة.  " أفضل الحائط على أفيش الردهة، أنا لا اقوم بالدعاية للحكومات". قالتها بصوت عال، من دون تردد، حتى لو أنها شاركت فقط في حلفة الافتتاح.
تقول ن،السعداوي " أنا ضد كل الحكومات" وتؤكد ذلك دون خجل في حضور المضيفين (....)
"أنا لست متأكدة أنه ستتم دعوتي مرة أخرى، لا أعرف حتى لماذا قاموا بدعوتي" تردد بابتسامة قبل أن تبدأ المقابلة في مقر الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي (AECID). ولكن مجهوداتها النسوية في مصر والعالم العربي يجب أن ترفع في كل مكان يتم فيه تناول قضية حقوق المرأة.
نوال هي طبيبة ونفسانية، كتبت أكثر من 50 كتاباً من بينها روايات، قصص ومسرحيات التي تتناول كل مشاكل المرأة في العالم مثل الختان، العنف، الدعارة والآثار الضارة للتطرف الديني. كتابها " المرأة والجنس" الذي نشر سنة 1972 الذي انتقدت فيه بشدة عادة استئصال البظرالتي عانت منها عندما كان عمرها 6 سنوات، " تم تشويهي بشفرة حلاقة" - كان الكتاب هو السبب في فقدانها وظيفتها كمديرة للصحة العامة بمصر. لم تكن هذه النتيجة الوحيدة، في عهد أنوار السادات قضت عدة اشهر في السن بسبب انتقادها النظام، لكنها استغلت الفرصة لكي تكتب مذكراتها في لفافة ورق التواليت بقلم رصاص مهرب. وقد عانت من المنفى لمدة عشرة سنوات بسبب تهديد الجماعات المتطرفة الإسلامية. والآن في عهد السيسي تعمل مع شباب الثورة لتكون أكثر راديكالية. 



¿  هل هناك حكومة في العالم تعجبك ؟
 ج: لا. أنا ضد كل حكومات العالم، لأنها تدعم فقط النساء اللواتي يعملن من أجلها. لذا أنا مندهشة من دعوة الحكومة الإسبانية لي.

¿ حتى لو كانت تقودها امرأة ؟

 ج: لا، أبدأ، لأنني لا أفرق بين الرجل والمرأة. العقل هو الأهم. لننظر مثلاً لـ هيلاري كلينتون ( المرشحة من طرف الحزب الديموقراطي للانتخابات الأمريكية المقبلة.) إنها ضد المرأة وتستخدم فقط موضوع المرأة للفوز في الانتخابات. كل ما تريده في الحقيقة هو المال والسلطة. لتكوني نسوية لا يكفي أن تكوني امرأة. كلينتون امرأة لكنها في نفس الوقت تابعة للنظام الرأسمالي الأبوي والديني الذي يعتبر السبب الذين يجعل النساء مضطهدات في العالم. أنا لا أفرق بين المرأة والرجل على أساس أعضائهم التناسلية لكن على أساس ما يوجد في رأسهم

¿ هل تعتقدين أن النساء اللواتي يصلن إلى مواقع السلطة السياسية هن متحيزات ضد المرأة ؟

ج: بالضبط. لننظر مثلاً لـ مارغريت تاتشر ( رئيسة الوزراء السابقة في المملكة المتحدة). عندما كانت في موقع السلطة، كنت وقتها في المملكة المتحدة والنساء هناك كن ضد تاتشر لأنهن فقدن الكثير من الحقوق في عهد حكومتها.

¿  إذن، ماذا تعني النسوية بالنسبة لك ؟
ج: النسوية هي تحرير العقل من النظام الأبوي، والدين والرأسمالية التي هي التهديدات الرئيسية للمرأة.  على الرغم من أنها ليست التهديدات الوحيدة لحركة تحرير المرأة لكن أيضاً للفقراء. أنا لا أفصل بين الاضطهاد الطبقي والقهر الأبوي. بالنسبة لي، هما مترابطان ودائماً يسيران جنباً إلى جنب. في الحقيقة، بالنسبة لي، المرأة المستقلة هي التي تغذى نفسها بنفسها.

¿ هل هناك مكان خال من هذه التهديدات ؟
ج: لا. اضطهاد المرأة هو عالمي، ولا يتعلق الأمر بالدول الفقيرة فحسب. ويحدث ذلك على سبيل المثال في جميع الديانات: اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية. المرأة دائماً هي أقل شأناً. ألاحظتم! أنا لا أحب التقسيمات. لا أفصل بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب، لأننا نعيش في عالم واحد.

¿ لقد شاركت في المظاهرات أثناء الثورة المصرية في يناير 2011. كيف تعيشين في ظل نظام عبد الفتاح السيسي ؟ 
ج: في مصر حصلت ثورتين. في يناير 2011، ثار الشعب ضد نظام حُسني مبارك وضد الهيمنة الأمريكية التي تحاول دائماً أن تجعل مصر خاضعة تجارياً. واشنطن دعمت جماعة الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة. وبالتالي حدتث الثورة الثانية في يونيو 2013 ضد جماعة الإخوان المسلمين وطردتهم من الحكومة. كان دور السيسي إيجابي لأنه دعم الشعب ضد الإسلاميين حيث أن الشعب لا يمكن أن يكون حراً في ظل نظام ثيوقراطي لجماعة الإخوان المسلمين، ومع ذلك أنا كنت دائماً ضد الحكومات وأيضاً في مصر. 

¿ يعتبرالكثير من المراقبين الدوليين أن انتخابات يونيو 2012 التي جعلت محمد مرسي رئيساً لمصر هي أول انتخابات حرة في مصر.
ج: هذه كذبة كبيرة. لم تكن انتخابات حرة، لقد اعتمدت على المال الذي قدم لـ مرسي من طرف العديد من الحكومات. الدول الأوروبية وانتشار الدعاية الأمريكية الكاذبة حاضرة في مصر. وسائل الإعلام تكذب دائماً وتقدم صورة سيئة عن الفقراء لأنها مملوكة من الحكومات وأصحاب الملايين.

¿ لكن أنت تعيشين الآن حرة في مصر ؟
ج: لقد سمحوا لي أن أعمل بحرية لأن المجتمع في عهد السيسي يحتاج لنساء مثلي. وخلاف ذلك، كانوا سيرسلوني للسجن.

¿ هل تظنين أن كتاب "المرأة والجنس" يثير ردود فعل مماثلة في مصر ؟
ج: نعم، في الوقت الحاضر، كتبي ما تزال تثير ردود فعل قوية. 

¿ هل تستمرين في الكتابة؟
ج: عمري الآن 84 سنة ولا أعرف إلى متى سأعيش وهذا لا يهمني. لدينا حياة واحدة فقط ويجب أن نفعل ما في وسعنا معها. ولكن حتى لو توفيت، كتبي ستكون هنا، سيستمر فكري في العيش في كتبي. على رغم من أنني طبيبة إلا أنني في المقام الأول كاتبة روائية. أنا أصبحت أكثر راديكالية وحلمي الآن هو تعليم الشباب، الشباب المصري الذي عمل ثورة.

No comments:

Post a Comment

تُسعدني مشاركتك و إضافتك في المدونة
أشكرك على تعليقك^_^