Saturday, March 31, 2012

تقريباً ميت



عدت من المقبرة و دخلت إلى غرفتي و تركت منزل جدي العامر بصراخ النساء، شعرت أنهم يشاركون في مسابقة للبكاء، وأشعر من أعماق قلبي أني سأكون الفائز في هذه المسابقة، لكن لا يوجد من سيعرف ذالك لأني أبكي وحدي، و لا أحد يرى دموعي غيري.
الحياة جعلتني أتعرف عليك، لكني الآن أسألها لماذا فعلت هذا؟ أعود بذاكرتي للوراء حتى أعرف لماذا ؟ و كيف عرفتك؟ فلا أتذكر ما هي أول مرة؟ فأول مرة فتحت عيني وجدتك، لكن مع ذالك تتساقط الذكريات كالحجارة فوق رأسي, و تؤلمني بشدة و أحياناً أخرى تجعلني أبكي بدموع تحجب الرؤيا. فيسقط القلم من يدي و تتبلل أوراقي و أرمي كل شيء يوجد أمامي.

أُطفأ النور و أرمي نفسي في سريري و كأني جثة هامدة لا تقدر أن تتحرك، أتسمر بتلك الوضعية لأبدأ بالبكاء و أيضاً لمشاهدة صورك التي تظهر لي بوضوح الآن في سقف غرفتي. كلما أبكي و أشعر بدموعي أتذكر يدك الخشنة التي كانت تسمح لي دموعي عندما كنت طفلاً، و كنت تقول لي أن الرجال لا يبكون، لكني كنت ابكي أكثر و بعد ذالك كنت تذهب.
قد يكون هذا الإحساس الحزين بسبب أني رايتك البارحة لآخر مرة. نعم ودعتك لآخر مرة و هذا الطفل الذي كان يسأل عنك كل يوم سيصبح من دونك الآن.
و عندما ذهبت و صعدت روحك بدأت أحاول أن أراها و كأني أحاول أن أجدها لأقول لها أن تعود لجسدك، لكنها لم تظهر نفسها و ذهبت بهدوء و تركت غموض،
أما جسدك فهو مثلي لا يتحرك. لكن التحدي الذي أمامي هو أن أنهض من جديد و أن أحاول أن أركض حتى ألحق بتلك الأشياء التي تجري بسرعة في هذه الحياة أخاف جداً أن لا أستطيع الوصول إليها.

لقد وضعوك في تلك السيارة البارحة ليلاً و انطلقت بسرعة. و أما أنا فسقطت أرضاً مع دموعي التي كانت تسقط بغزارة فوق خدي.كنت اركض وراء سيارة الموتى, كطفل يركض وراء لعبة مسلية.
لقد كنت أظن أحياناً أني لا أحبك, و لا أهتم لك لكن بعد موتك تأكدت أني أحبك، أصبحت أشعر أني خسرت و قريباً قد أخسر نفسي.
لقد أحببت بصدق و أنت أحببتني بعنف. لكني الآن أشعر و كأني أحب تلك القسوة.أحبها فقط لتكون معي. فقد لنعالج كل شيء كما سيئاً، لنعالج كل جروحنا لكني لست متأكد إذا كنت سأفرح بعودتك أم لا.

لأنك كنت مثل نار يجب أن أبتعد عنها حتى لا أحترق أكثر، أحاول الآن أسمع أجوبتك لكي لا أستطيع، أحاول أن أكلم روحك كما يفعلون في الأفلام لكن روحك لا ترد على أسئلتي، و لا أظن أنك سترد لو كنت معي.

ملاحظة: هذا مقطع صغير مقتطف من روايتي، لكنه قابل للتعديل. بدأت كتابة هذه الرواية مؤخراً و يلزمها الكثير من العمل، و أنتظر أرائكم. 

شكراً لكم :)

Sunday, March 25, 2012

دموع كالحجارة

السلام عليكم 


لقد أصبحت عاجزاً عن البكاء, بطريقة غير طبيعية.
لا أفهم ماذا يحدث؟
هل قلبي تحجر و لم يعد يشعر بالألم ؟
أم أن دموعي هي التي تحجرت ؟
قد تكون عيوني قد جفت من الدموع
و هذا يعذبني لأني أحتاج إلى البكاء
لدي أكثر من سبب يجعلني أبكي 
لكني لا ابكي و حتى عندما أبتسم 
أرى الحزن في إبتسامتي 
  
دموعي أصبحت كالحجارة 
هي دموع خجولة من الظهور أمام الناس
لأني تربيت على أن البكاء للنساء فقط
هذا غباء !! 
إذا كان البكاء للنساء !!
فالرجال ماذا سيفعلون؟؟ يضحكون فقط !؟

قد تكون دموعي خائفة من التعبير عن نفسها
أشعر أنها أصبحت تخاف من الظهور حتى لا تعذبني أكثر
أرجوك يا دموعي اظهري, و ساعديني
لماذا لا تعبرين عن نفسك ؟
أنا أتعذب عندما تختبئين و ليس العكس
 
البارحة قررت أن أجرب كل الطرق حتى أبكي, تذكرت كل شيء, الأحزان, الآلام, الأشخاص, الإساءات ..إلخ, لكن كل هذا لم ينجح !! 
دخلت إلى موقع اليوتيوب و كتبت بعفوية في خانة البحث: "تعذيب في سوريا, شبيح يُعذب مسلم, سوريا تستغيت, كلام مؤثر لطفلة فلسطينية, أريد أن أبكي, شيخ يبكي من الخشوع, بكاء عجيب في مكة..." لكل كل هذا لم ينجح معي.
  
الحل الوحيد الذي لم أجربه لحد الآن هو البصل!!
إذا استمر الوضع على هذا الحال فسأجرب البصل و نتيجته مضمونة.
أتكلم بصدق D:
 
على الهامش :
تذكرت و أنا أكتب هذه الخاطرة أطفال الحجارة في فلسطين, الذين لا يظهرون دموعهم لكنهم يظهرون فقط حجارتهم أمام تلك الأقدام الهمجية.

أنا فشلت أني أبكي بعيوني, فقررت أن أبكي بقلمي
و أتمنى أن تعجبكم خاطرتي

Friday, March 09, 2012

إذا تريد إبناً عظيماً, كن له أباً عظيماً


  
لدي قناعة قوية جداً أنه من الأسهل أن يملك أب إبن جيد , لكن من الصعب أن يملك إبن أب جيد . و سأشرح لماذا ؟

الأب إذا أحسن تربية ابنه سيملك أبنا محبوبا و له أخلاق جيدة . و عندما قلت التربية لم أقصد بها الأوامر و النواهي , و إفعل كذا و لا تفعل كذا ...قالتربية ليست أوامر و نواهي فقط , بل هي أن يقدم الأب لإبنه الحب .
فهذه هي مهنة الأبوة بالنسبة لي أن يعطي بدون حدود و أن يسعد بلذة العطاء. فإذا بذر الحب سيعود له ذالك الحب بالأضعاف من ابنه .

أما الابن فلا يمكن أن يغير أبوه..لا يمكن أن يربي أبوه , و أن يجعله كما يريد فنحن لا نختار أبائنا ..لكنا نقبلهم كيفما كانوا. و إذا كان للأب عدة عيوب فالابن لا يستطيع تغييرها , لكن الأب يستطيع فعل ذالك مع ابنه .

لذالك حتى لو لم يحصل الشخص على أب جيد فهو قادر أن يكون أب جيد  مع ابنه و بالتالي سيملك ابن رائع و محبوب ,, لأنه سيربي إبنه بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تربى بها ..سيقدم له الحب الذي إفتقده و سيعطي له الوقت الكافي ,, و سيعمله العديد من الأشياء . 

ملاحظة : لا أقصد بالأب الجيد.أب مثالي و نموذجي , لكني أقصد أب لا يتهرب من مسؤولياته , و لديه عيوبه لكنه يعترف بها و يحاول تغييرها .و الأهم أنه يظهر احترامه و حُبه لإبنه و يسمع لأفكاره بصدر رحب. أما الابن الجيد فهو ببساطة ابن بار مع أبوه .

و كما تقول القولة
إذا تريد إبناً عظيماً,كُن له أباً عظيماً

أهدي هذا الموضوع لصديقي العزيز "أسامة عبد الغني" أدمين هذه الصفحة الفيسبوكية
 Father/ Son . أب / إبن